احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

التفكير بين التكفير والتكفير

التفكير بين التكفير والتكفير

 

ظاهرة ومفهوم التكفير ومحاربة أفكار الاخرين، ليست من الظواهر الجديدة، وليست مقتصرة على الدين الإسلامي، وليست ايضاً مقتصرة على الأديان، فهي ظاهرة اجتماعية سيئة، وآفة تقتل القيم الإنسانية.

من انت؟ ماذا تقول في كذا؟ كيف تفعل الامر الفلاني؟ ما رأيك في الاتجاه الذي نسير فيه؟ اذاً انت تنتمي الى ...! اذاً انت كافر. هذا واقع الفكر التكفيري، اما ان تكون معي ولي، او انت كافر، وهذا يعني استباحة لدمك وعرضك ومالك، هذا يعني بأنهم اتخذوك عدواً.

ومن اجل ان نعالج التكفير، يجب علينا التفكير، وما أصعب هذه المحطة، فهي تحتاج الى قصف عنيف، من اجل اخراج طرف من أطراف القطار، عسى ولعل ان ينطلق على سكته، ويرى نور الأفكار، نحتاج الى عقل يتدبر، ويستبصر، ليندفع الى بر الأمان.

بر الأمان، المكان الذي سيكون محطة الانتظار الصعبة، حيث سيقف التفكير، بين غربان التكفير، وهي تنعق كالحمير، وترفرف بجناحيها كالبعوضة، وحبال على سكة المجهول، تتحرك كأنها الافاعي، ليرى من عالم الخيال واقعاً، وبين عصفور خجول، وعصى موسى، ولكن من غير موسى، وهي لا تلقف ما يأفكون، وكهل يقف في المحطة الأخرى، يحمل في يديه كأساً من الانتظار، على امل ان ينجح في العبور.

ان نجح واجتاز الاختبار، وعبر الى بر الأمان، وصار بين الناس الطيبين، وهم يتوافدون عليه لخلع لباس التكفير، ولبس لباس التكفير، انه التكفير عن الذنوب، نفس التكفير، ولكنه تكفير الطيبين، لا يقل سوءً عن ذلك التكفير، لأنه سيتمنى لو انه لم يعبر المحطة.

التكفير الجديد، سكاكين اللوم، وتذكير دائم بالذنوب، ورغم انه تاب، الا انه يخاطب مع أي حادث يفعله التكفيريين، انظر ما يفعله اصحابك؟ وكأنما ولد ليعاني، بين تكفير الاخرين، وتكفير الذنوب على نهج الطيبين.

خلاصة القول، ليتنا ننتهي من التكفير، لكيلا نضطر الى التكفير، وليتنا نتفهم الاخرين، ولا نحملهم فوق اعبائهم أعباء، وليتنا نعطي للتفكير الحرية الكبيرة ليستطيع كل منا ان يصل الى نتيجة الخلق الرفيع، وهو قمة ما وصل اليه الرسول الاكرم ص واله، وان نتحلى بروح القران، وكما قال تعالى وهو يعلم رسوله كيف يخاطب الكافرين: ((...وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ...)) سبأ 24. فاترك لغيرك المجال للتفكير، ولا تقل له إنك كافر، فقط الق اليه الحجة، واتركه يتخذ سبيله، ((...إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ...)) القصص 56.

والحمد لله رب العالمين

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق